يُحكى أن رجلًا كان يعمل فلاحًا، وكان يملك بقرة يعتني بها. توفيت زوجته وتركت له طفلًا وطفلة، وقبل أن ترحل أوصته بالحفاظ على البقرة وعدم بيعها، مؤكدة على أن تبقى لأطفالها اليتامى. تزوج الرجل بامرأة أخرى بعد وفاة زوجته، وأنجب معها طفلة جديدة. أصبحت زوجة الأب تغار من طفلي زوجها، ولم تكن تُعطيهما الطعام أو الشراب.
عندما كان الطفلان يجوعان، كانا يذهبان للبقرة ليرضعا منها، وكانت تلك البقرة تدر الحليب والعسل. استمر الأطفال في الرضاعة حتى كبروا وأصبحوا أصحاء وجميلين، مما أثار غيرة زوجة الأب، التي تساءلت: "ماذا يأكل هذان الطفلان حتى أصبحا بهذا الجمال والصحة، بينما ابنتي لا تكبر ولا تسمن؟". قررت زوجة الأب مراقبة الطفلين، فاكتشفت أنهما يرضعان من البقرة.
طالبت زوجة الأب زوجها ببيع البقرة، لكنه رفض وقال: "كيف أبيع بقرة اليتامى؟ هذه البقرة أمانة، ولا يجوز بيعها". لكن زوجته أصرت وقالت له: "يجب أن تبيعها". رضخ الرجل مضطرًا، وأخذ البقرة إلى السوق وهو ينادي: "يا من يسمعكم الخير، هذه بقرة اليتامى، من يشتريها سيعيش في الندامة". كان الناس يرفضون شراء البقرة احتراما لوصية اليتامى، ولكن في النهاية، قرر بيعها بسبب إلحاح زوجته.
في السوق، تنكرت زوجة الأب بلباس رجل وذهبت إلى السوق. وعندما نادى الرجل: "بقرة اليتامى تُباع، تُباع أم لا؟" ردّت الزوجة المتنكرة بصفتها رجلًا: "بع، وستربح". بعد أن وافق الرجل على بيع البقرة، شرط أن يحتفظ بالضرع لأطفاله اليتامى. أخذ الضرع ودفنه في قبر زوجته الأولى، وقال لأطفاله: "عندما تجوعون، اذهبوا إلى قبر أمكم، وستجدون الضرع هناك". واستمر الأطفال في الرضاعة من الضرع المخفي، وبقوا بصحة جيدة، مما أثار حيرة وغضب زوجة الأب.
حاولت الزوجة الخبيثة التخلص من الأطفال بمكائد جديدة، فاقترحت على زوجها أن يرحلوا من البلدة لأنها "غير مباركة". في الصباح الباكر، استيقظ الجميع وحزموا أمتعتهم، ورحلوا. وأثناء الرحيل، مروا بنهر، فأعطت الزوجة للطفل "كسكاس" (مصفاة) وطلبت منه ملء الماء، وأعطت الطفلة صوفًا أسود وطلبت منها أن تغسله حتى يصبح أبيض. جلس الأطفال يحاولان تنفيذ هذه المهام المستحيلة، لكن الطائر "الزاوش" جاء للطفل وقال: "يا مسكين، ناسك رحلوا وأنت هنا في العين"، ففطن الأطفال أن أهلهم قد رحلوا وتركوهما وراءهم.
عاد الطفلان إلى المنزل ليجدا كلبًا مربوطًا بالطاحونة يدورها وكأنها تعمل بشكل طبيعي. وجدوا "الكسرة" (الخبز) التي تركتها زوجة الأب، وشكّت الطفلة في أنها مسمومة، فاقترحت تجربة الطعام على الكلب. ما إن أكل الكلب حتى مات، مما أكد شكوكها. غادرا المنزل هائمين على وجهيهما، حتى وصلا إلى عدة ينابيع ماء، كلما أراد الطفل الشرب، منعته أخته، قائلة إن الماء مسحور وسيحوله إلى حيوان.
في النهاية، شرب الطفل من "عين الغزال" وتحول إلى غزال، وأصبحت الفتاة تعتني بأخيها وترافقه أينما ذهب، إلى أن وصلا إلى منطقة قريبة من قصر السلطان. كانت الفتاة تجلس على الشجرة وتمشط شعرها الطويل، وفي أحد الأيام، مر السلطان وشعر بخيط طويل عالق على لسان حصانه. سحب السلطان الشعر وقال: "لابد أن صاحبة هذا الشعر تكون فتاة جميلة". بحث السلطان في البلدة حتى وجد الفتاة على الشجرة، وأخذها معه، واشترطت أن لا يؤذي السلطان أخاها الغزال، فوافق.
تزوج السلطان من الفتاة، وأصبحت تعيش في القصر. ولكن في يوم من الأيام، زارتهم زوجة الأب مع ابنتها. كانت الفتاة تحذر الجميع من الخداع وتروي للسلطان ما حصل معها، بينما كانت أختها الخبيثة تخطط للإطاحة بها. أوقعت الأخت الشريرة الفتاة في البئر وأخذت مكانها في القصر، وأمرت بذبح الغزال.
سمع الغزال أخت السلطان المزيفة وهي تأمر بذبحه، فذهب إلى البئر وبدأ يصرخ: "لونجة، لونجة، يا بنت مال المواس مضت والطناجر غلت، وأخوك الغزال في الممات". سمع السلطان النداء، وذهب إلى البئر ليجد لونجة مع توأميها حديثي الولادة. أنقذها السلطان، وعاقب الأخت الشريرة بقطع رأسها وإرساله إلى والدتها كعبرة.
وهكذا، انتهت القصة، وعاش الجميع في سعادة بعد أن تم القضاء على الشر.