قصة جويس فنسنت (Joyce Carol Vincent) هي واحدة من القصص المأساوية التي تبرز العزلة التي قد يعيشها بعض الأفراد في المجتمعات الحديثة. في ديسمبر 2003، عُثر على جثة جويس في شقتها الواقعة في شمال لندن، بعد مرور أكثر من عامين على وفاتها، دون أن يلاحظ أحد ذلك.
جويس كانت شابة بريطانية من أصول كاريبية، وكانت تعيش بمفردها في شقتها. على الرغم من أن لديها ماضٍ مهني ناجح وكانت تعمل في شركات كبيرة مثل Ernst & Young، إلا أنها انسحبت تدريجياً من حياتها الاجتماعية، وقطعت علاقاتها بأصدقائها وعائلتها، حتى أصبحت معزولة تماماً. لا يزال السبب الدقيق وراء عزلتها غير واضح، لكن يُعتقد أن ذلك قد يعود إلى مشكلات صحية أو عاطفية كانت تواجهها.
في وقت وفاتها، كانت جويس قد انتقلت إلى شقة مملوكة من قبل هيئة الإسكان الاجتماعي (Social Housing) في منطقة وود غرين بلندن. ولأن الإيجار كان يُدفع تلقائياً من حسابها المصرفي، لم يلحظ أحد تأخره حتى توقفت المدفوعات في النهاية. الجيران لم يتساءلوا عن سبب الرائحة المنبعثة من شقتها لأنهم افترضوا أنها ناتجة عن مكبات النفايات القريبة.
في يناير 2006، دخل حجّاب المحكمة شقتها لإخلائها بسبب عدم دفع الإيجار، ليكتشفوا جثتها متحللة على الأريكة أمام التلفاز الذي كان لا يزال يعمل. تم تحديد تاريخ وفاتها من خلال الفواتير التي توقفت عند ديسمبر 2003، مما يعني أنها قد تكون ماتت قبل حوالي سنتين من العثور عليها.
الصدمة في هذه القصة هي أن جويس توفيت دون أن يلاحظ أي شخص غيابها، مما يعكس مدى العزلة التي قد يعاني منها البعض في المجتمعات الكبيرة حتى عندما يكونون محاطين بالناس. كما أثارت قصتها تساؤلات حول العلاقات الاجتماعية الحديثة، وكيف يمكن أن يتم تجاهل الأشخاص الذين يعيشون في عزلة.